هو من أبناء هذا التراب الطاهر ، المولود عام 1362هـ ، و كان يحمل علامات النبوغ و النضج المبكر ، كما أنه تأثر كثيراً بالبيئة الطبيعية الخلابة لوادي القرى ، فقرض الشعر الفصيح مبكراً ، كما أنه يكتب الشعر الشعبي ، و لكنه مقل ، كما أنه متابع جيد لساحته و فعالياته . و نشر العديد من النصوص الشعرية الفصحى ، و الرباعيات ، في جريدة الندوة ، كما نشر كم من المقالات في جريدة المدينة ، و لا يزال ضيفنا الكريم يحتفظ بنسخة من جريدة الندوة ، في السنة 12 ، العدد 3904 ، في العام 1391هـ و التي تحمل بين صفحاتها قصيدته المعنونة بـ ( جفوة ! ) ، و يحتفظ معها بذكريات جميلة ، عن مرحلة تظل شاهدة على عطاء لا محدود ، و بذل يرفض الركن إلى التوقف .
الشيخ / حمزة محمد جابر الجهني
التحق في بداياته العملية ، بالعمل في بلدية العلا ، و تدرج في المناصب ، حتى كلف بعمل مساعد لرئيس بلدية العلا لأكثر من 30 سنة ، حتى إحالته للتقاعد المبكر بناء على طلبه عام 1413هـ ، إلا أن قصة العطاء لم تنتهي ، و لن تنتهي ، في ظل إيمان ضيفنا الكريم بالعمل المتواصل من أجل العلا ، فصدر قرار بتعيين ضيفنا الكريم عضواً بالمجلس المحلي لمحافظة العلا ، و استمر بالعمل لمدة أربعة أعوام ، و تم التجديد له لأربعة أعوام أخرى ، كأول عضو من الأهالي يتم التمديد له لأربعة أعوام أخرى في المجلس المحلي لمحافظة العلا ، و لا يزال في عضوية المجلس المحلي حالياً

الحديث عن هذا الرجل شيق و ممتع ، و التقليب في أوراق عطاءته و انجازاته ، يحتاج إلى التوقف ، و التأمل طويلاً ، ففي سيرته تجربة مضيئة و جميلة لمن يريد أن يعرف كيف يٌكتب النجاح . إنها الهمم الصادقة ، و العزائم الصامدة ، و الطموحات التي لا تحيد عن جادة المجد ... كان ضيفنا من المؤسسين لنادي العلا الرياضي ، و تم تعيينه أول رئيساً لنادي العلا الرياضي سنة 1401هـ ، و في فترة رئاسته تم تسجيل نادي العلا رسمياً من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ذات العام التي رفعت أوراق التسجيل فيه ، كأول ناد رياضي سعودي يتم تسجيله في نفس العام ، و بعد فترة من العطاء استقال ضيفنا الكريم من رئاسة النادي ، بعد أن وضع اللبنات التأسيسية للرياضة في مدينة العلا .
.gif)
اختير ضيفنا الكريم مندوباً عن وزارة الشئون البلدية و القروية مع اللجنة المحلية لتنمية و تطوير القرى منذ بداية أعمال اللجنة حتى انتهاء عملها و ذلك لعدة سنوات .. و مثل بلدية العلا مع هيئات و لجان متعددة طيلة حياته الوظيفية ، و حصل على دورة تدريبية في الميزانية و الحسابات لدى ديوان المراقبة العامة بالرياض و ذلك قبل إنشاء معهد الإدارة ، كما حصل على دورة تدريبية في إدارة شئون الأفراد في المعهد القومي للتنمية الإدارية بالقاهرة مبتعثاً من وزارة الشئون البلدية و القروية ، و قام ضيفنا الكريم بتمثيل بلدية العلا مع هيئات و لجان متعددة طيلة حياته الوظيفية .
و لأن ضيفنا الكريم يؤمن بأهمية العمل المجتمعي المخلص ، فقد كانت له مساهمات جليلة في خدمة مجتمع مدينة العلا ، فهو عضو مؤسس في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالعلا ، و عضو سابق في مجلس إدارتها ، و عضو مؤسس في جمعية البر الخيرية بمحافظة العلا ، و عضو سابق في مجلس التوجيه و الإشراف بإدارة تعليم العلا ، كما كان الشيخ حمزة جابر الجهني عضواً في لجنة المتابعة في شركة كهرباء العلا الأهلية ، و هو أحد أعيان العلا الفاعلين و الذي يشار لهم بالبنان .
.gif)
حظي ضيفنا الكريم بثقة مجتمعه ، لما وهبه الله من صفات قيادية ، فهو يتمتع بالذكاء و سرعة البديهة ، و الحكمة ، و اللسان اللبق ، و لهذا وقع اختيار أهالي العلا على ضيفنا الكريم ليكون ضمن الوفود التي تمثلهم لمقابلة ولاة الأمر منذ عهد الملك فيصل ـ رحمه الله ـ حتى الآن ، و لم يكن هذا الاختيار غريباً على رجل حاذق و متمرس ، فقد تم اختياره و هو في مرحلة الشباب ، ليكون ضمن وفد مثل محافظة العلا لحضور المؤتمر الشعبي الذي أقيم في مدينة جدة سنة 1382هـ برعاية سمو ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز ( الملك لاحقاً ) ، و ضم الوفد أربعة من أعيان العلا هم : الشيخ محمد المبارك و الشيخ عبد الله رشيد القاضي و الشيخ سليمان محمد أبو عمه و الأستاذ حمزة جابر الجهني و الذي كان شاباً في تلك الفترة ، و حضر وفد العلا المؤتمر الشعبي ، و تشرف الوفد بعد ذلك بمقابلة الأمير فيصل بن عبد العزيز ( الملك لاحقاً ) ، و قدموا له ورقة بعدد من احتياجات البنى التحتية التي تحتاجها العلا آنذاك ، و من ضمنها ربط العلا بطريق معبد بالمدينة المنورة ، و وعهدهم الأمير فيصل بن عبد العزيز ( الملك لاحقاً ) خيراً ، و وجه بلقائهم بالوزراء المعنيين ، ليثمر هذا اللقاء الميمون عن تحقيق هذه الاحتياجات المهمة للعلا آنذاك ، و كان ضيفنا عضواً ثابتاً في معظم الوفود التي مثلت مدينة العلا في مختلف المناسبات .

و لضيفنا الكريم مساهمات و مشاركات اجتماعية و ثقافية في مجالات متنوعة لخدمة الصالح العام ، و هي مساهمات متعددة و متنوعة ، يصعب حصرها و التفصيل فيها .

حصل ضيفنا الكريم على جائزة مؤسسة الندوة الصحفية للبحوث بتقدير (( ممتاز )) عن بحثه المعنون بـ ( صراع الإسلام مع الاشتراكية و الصهيونية و الاستعمار ) ، و ذلك بعد تقييم البحث من قبل أساتذة كلية الشريعة و كلية التربية بمكة المكرمة بالإجماع ( كانت الكليتين نواة لجامعة أم القرى ) ، و ذلك في سنة 1389هـ ، حيث تشرف ضيفنا الكريم باستلام جائزته و شهادة التقدير الخاصة به من يدي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك ، و قامت جريدة الندوة بتغطية المسابقة و تكريم الفائزين بصفحتين كاملتين ، و لم تكن تلك الجائزة غريبة على أديب أريب ، و مثقف يطوع الكلمات ، ليكتب بها صفحات مشرقة في تاريخ العلا ، فالقارئ لتاريخ العلا ، و لكتاب ( مواقع أثرية و صور من حضارة العرب في المملكة العربية السعودية .. العلا ( ديدان ) ـ الحجر ( مدائن صالح ) ) تحديداً ، يجد أن هذا الكتاب المهم في تاريخ العلا و مدائن صالح ، قد أشار إلى مقالة للشيخ حمزة جابر الجهني ضمن ثبت مراجعه ، و هذه المقالة المعنونة بـ (( بلاد العرب )) كان الجهني قد نشرها في مجلة ( المنهل ) ، مجلد 29 ، جـ 10 سنة 1338هـ ،،، و في كتاب شذرات الذهب لمؤلفه الأديب المعروف أحمد إبراهيم الغزاوي ، من طباعة دار المنهل ، سنة 1407هـ ، ص 639 كتب الغزاوي مشيداً برسالة جميلة للشيخ حمزة محمد جابر الجهني ، رأى فيها الغزاوي قطعة أدبية تستحق التوقف و التأمل ، فكان من ضمن تعليق الغزاوي (( قرأت في عدد المنهل الأغر الصادر لشهر ذي القعدة سنة 1390 هـ ، كلمات رقيقة ، تحمل بين طياتها أدباً و فهماً .. و تلطفاً و علماً ، بتوقيع الأخ الكريم الأستاذ / حمزة محمد جابر من العلا .... الخ ) .
.gif)
و بما أن ضيفنا ممن يهتمون كثيراً بالشأن الأدبي و الثقافي ، فقد كان متابعاً رئيسياً في اعتماد اللجنة الثقافية بالعلا ، بعد تقديمه لورقة عمل بهذا الخصوص للمجلس المحلي بالعلا ، حتى انتهت بموافقة سعادة و كيل وزارة الثقافة و الاعلام للشئون الثقافية على تأسيس اللجنة الثقافية الأدبية بمحافظة العلا ، على أن تتبع النادي الأدبي بالمدينة المنورة ، و هي نواة ـ إن شاء الله ـ لتأسيس النادي الأدبي في محافظة العلا .